محمد أبو المجد Admin
عدد المساهمات : 67 نقاط : 208 تاريخ التسجيل : 24/03/2011 العمر : 54 الموقع : مصر
| موضوع: 1 - مقدمة بحث فقة السنن الالهية و البناء الحضارى الأربعاء أبريل 06, 2011 10:34 pm | |
| فقه السنن الإلهية و دورها في البناء الحضاري
تأليف
* محمد أحمد أبو المجد أحمد
[size=18]
p قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُواْ فِي الأرْضِ فَانْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذّبِينَ i
[/size] [سورة: آل عمران - الآية: 137]
[size=18]
مقدمة
[/size] P
[size=18]
إن الحمد لله و الصلاة و السلام علي رسول الله 00 و بعد
فإن موضوع فقه السنن الإلهية في القرآن الكريم يحتاج إلي بحث تحليلي و ذلك نظراً لما تمر به الأمة بفترة هامة من تاريخها - تتصف في معظمها بعدم الإيجابية - و لذلك فالأمة في أشد الحاجة لمعرفة و فهم السنن الإلهية , حتى تستطيع القيام بدورها في البناء الحضاري 0
و القرآن الكريم هو أول كتاب سماوي طرح مسألة التعرف و الكشف عن السنن الإلهية , و إسلامنا هو أول من لفت الأنظار إلي هذا الميدان من ميادين المعرفة البشرية 0 عندما يقول العليم الحكيم : (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الاَفَاقِ وَفِيَ أَنفُسِهِمْ حَتّىَ يَتَبَيّنَ لَهُمْ أَنّهُ الْحَقّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبّكَ أَنّهُ عَلَىَ كُلّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) [1] , و عندما أمرنا الخالق Y فقال : (قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُواْ فِي الأرْضِ فَانْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذّبِينَ) [2] .
والله U يأمرنا و يرشدنا إلي السنن الإلهية لتأهيل الإنسان إلي المهمة الكبرى ألا و هي الخلافة و إعمار الأرض فهي إحدى وظائف الإنسان في هذا الكون , و إن تحقيق ذلك ليس بالأمر الهين في ظل غياب الوعي بهذه السنن الإلهية و في ظل انتشار الأفكار السلبية و الفهوم المعوجة , و توغل نماذج التدين المغشوش في سلوكيات بعض الأفراد 0
و الأمة تحتاج إلي توعية بأهمية هذه السنن و توضيح آثارها و فاعليتها في كل مناحي الحياة , فهي فاعلة في قوانين العلم و الكشف العلمي و هي فاعلة في مجال الاجتماع البشري و حركة التاريخ 0 لذا نجد الرحمن الرحيم ينبهنا بها , في مواضع كثيرة فيقول Q : (قُلْ سِيرُواْ فِي الأرْضِ فَانْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الّذِينَ مِن قَبْلُ كَانَ أَكْثَرُهُمْ مّشْرِكِينَ) [3] , كما لو أن الكشف عن السنن التي تحكم الحياة الاجتماعية لا يمكن أن يحدث إلا بالسير في الأرض و التعرف علي القوانين التي حكمت حركة البشر للاستفادة منها في واقعنا الحالي , بهدف التغيير ,
فمن أجل التغيير أنزل الله الكتب و أرسل الرسل عليهم السلام و ذلك لتغيير ما بالناس و ما بالمجتمعات من وثنية و كفر إلي توحيد و هداية 0 و الإنسان بحكم خلقه و تكوينه , و إرادة الله أولاً , قد جعل الكون خاضع لقوته و قدراته و سيطرته و هيمنته و سيادته لتحقيق الخلافة , و بالتالي فإن كل ما يمكن أن يسيطر عليه الإنسان , قد تمكن من تسخيره 0 فيقول I : (وَسَخّرَ لَكُمْ مّا فِي السّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ جَمِيعاً مّنْهُ إِنّ فِي ذَلِكَ لاَيَاتٍ لّقَوْمٍ يَتَفَكّرُونَ) [4] 0
و قد قام الباحث بدراسة أقوال العلماء و الفقهاء في مسألة القضاء و القدر و قد عرضا بإيجاز شديد الاتجاهات المختلفة في هذه المسألة و كيف أن الله سبحانه و تعالي قد منح الإنسان الحرية و هذه الحرية بالطبع لا تتعارض مع قضاء Q و قدره 0
خطة البحث
قد تطلبت طبيعة الموضوع أن يكون البحث معروضاً علي النحو التالي : -
( مقدمة , و مدخل من فصلين , و خمسة أبواب , و خاتمة )
و قد فُصلت علي النحو التالي : -
أولاً : المقدمة : تكلم الباحث فيها عن أهمية الموضوع , و الخطة التي سار عليها , و المنهج الذي سلكه في معالجة محاور البحث 0
ثانياً : المدخل : و نظراً لأهمية المدخل في إبراز و بلورة الموضوع , فقد تناوله الباحث في فصلين هما:----
· الفصل الأول : تناول الباحث فيه معني الاستخلاف , و لماذا اختص الإنسان بهذه المهمة 0
· الفصل الثاني : تناول الباحث فيه مفهوم السنن , و خصائصها, و أنواعها 0
ثالثاً : الأبواب :-
· الباب الأول : - دور القرآن في بناء الوعي بالسنن , و فيه ثلاث مباحث :- 1 - الدراسات القرآنية 2 – جدية السنن 3 – أسلوب القرآن في تناول السنن
· الباب الثاني : - أسباب غياب الوعي بالسنن و أثره في تخلف المسلمين , و فيه ثلاث فصول
الفصل الأول : الأسباب التي أدت إلي غياب الوعي بالسنن الفصل الثاني : جدلية القدر و الحرية الفصل الثالث : الفهوم المعوجة و التدين المغشوش
· الباب الثالث : - فاعلية السنن , و فيه أربعة فصول : الفصل الأول : توضيح مصطلحات الفاعلية و العلم و علاقتهم بالسنن الفصل الثاني : فاعلية السنن في الكشف العلمي الفصل الثالث : فاعلية السنن في قوانين العلم الفصل الرابع : فاعلية السنن في مجال الاجتماع البشري و حركة التاريخ
· الباب الرابع : التكليف الإلهي باكتشاف السنن و امتلاك القدرة علي تسخيرها , و بهفصلين: الفصل الأول : تغيير ما بالأنفس الفصل الثاني : مغالبة قدر بقدر
· الباب الخامس : سبل استرداد الفاعلية و بناء الوعي بالمنهج السنني و أكد الباحث علي ضرورة الاعتبار بقصص الأولين و كذلك إبراز أسباب سقوط و انحلال الأمم السابقة , كما أكد الباحث علي أهمية دور التربية , و كذا العلم و البحث العلمي , و القدوة و فريضة التواصي و الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
رابعاً : الخاتمة و بها أهم التوصيات
مصادر البحث و منهجه :
أما مصادر البحث في هذا الموضوع فكانت نوعان أصلية و تبعية , فأما الأصلية فكانت كتاب الله , و سنة رسوله صلي الله عليه و سلم , و أما التبعية فكانت تفاسير القرآن المختلفة , و معاجم اللغة , و كتب العقيدة 0
المنهج : 1 – الرجوع إلي التفاسير المختلفة ( بقدر المستطاع ) 2 – الحرص علي تدعيم البحث بالنصوص الشرعية من الكتاب و السنة , و نصوص العلماء مع التمييز و التوثيق 0 3 – بيان مواضع الآيات الكريمة بالمصحف الشريف 0 4 – شرح المصطلحات , و وضع التعاريف 0 5 – محاولة الربط دائماً بين محاور البحث و بين قضية الحرية 0
[/size]
[size=18]
[1] سورة فصلت آية 53
[2] سورة آل عمران آية 137
[3] سورة الروم آية 42
[4]Roman] سورة الجاثية آية 13
[/size] | |
|