محمد أبو المجد Admin
عدد المساهمات : 67 نقاط : 208 تاريخ التسجيل : 24/03/2011 العمر : 54 الموقع : مصر
| موضوع: 4- الفصل الثانى :- تعريف السنن الالهية الأربعاء أبريل 06, 2011 11:27 pm | |
| [ right] [/right]
الفصل الثانى السنن الإلهية
· مفهوم السنة
أولاً : - مفهوم السنة في اللغة
ثانياً : - مفهوم السنة اصطلاحاً
1 – السنة عند المحدثين 0
2 – السنة عند الأصوليين 0
3 – السنة في عرف الفقهاء 0
4 – السنة في الاصطلاح القرآني 0
· السنة في القرآن الكريم 0
· التفاسير و معني السنة الإلهية 0
· تعريف السنة الإلهية 0
· أنواع السنن 0
· خصائص السنن : -
1 – العموم و الشمول 0
2 – الثبات 0
3 – الاطراد 0
4 – الربانية 0
· مفهوم السنن
أولا مفهوم السنة في اللغة :
لفظ ( السنة ) – وصفها – هي الطريقة و السيرة ( استن ) بسنته : عمل بها 0 يقال سن فلان طريقاً في الخير لقومه , فاستنوا به و سلكوه , ( السنن ) : الطريقة و المثال يقال بنوا بيوتهم علي سنن واحد [1]
و يذكر الأصفهاني : - السنن جمع سنة , و سنة الوجه طريقته , و سنة الرسول r طريقته التي كان يتحراها وسنة Q تعالي قد تقال لطريقة حكمته و طريقة طاعته نحو ( سنة الله التي قد خلت من قبل و لن تجد لسنته تبديلا )[2]
ثانيا مفهوم السنة اصطلاحا :
نجد أن السنة في اصطلاح المحدثين تختلف عنها في اصطلاح الأصوليين 0 لذلك تغاير السنة في عرف الفقهاء , و كذلك تختلف عن السنة في عرف الشرع فكلمة سنة يختلف معناها باختلاف العلم الذي تندرج تحته 0
1 – السنة عند المحدثين : -
هي ما ورد عن الرسول r من قول ( وتعني السنة القولية أي الأحاديث التي قالها الرسول و توجيهاته ) أو فعل ( و تعني السنة الفعلية أفعاله و حركاته r التي نقلت عنه و قد تكون تقرير ( السنة التقريرية ) و تعني ما اقره r من أقوال أو أفعال ( موافقة – استنكار – استحسان – سكوت ) مثل قوله r عندما سئل عن الحج ( كل عام يا رسول الله ) 0 أو صفة خلقية بضم الخاء و تطلق أيضا علي ما يقابل البدعة .
2 – السنة عند الأصوليين : -
الأصوليون هم علماء أصول الدين أو المتكلمين و تطلق السنة عندهم علي آراء أهل السنة و الجماعة الذين يتمسكون بالعقيدة الصحيحة الواردة عن السلف و يحاربون البدعة فهي عندهم تقابل الشيعة 0وعلي مفهوم أضيق من هذا يستعملونها في المعني المقابل لما عليه بعض الفرق المخالفة لما ورد عن السلف في بعض الأمور الدينية , فيقولون مثلا أهل السنة و يقابلهم المعتزلة أو الجبرية 0[3]
3 – السنة في عرف الفقهاء : -
و تعني ما كان في مشروعية دون الواجب و فوق المندوب , فهي اسم للطريقة المرضية المسلوكة في الدين من غير افتراض و لا وجوب [4]
4 – السنة في الاصطلاح القرآني : -
و لما كان القران الكريم معجزا في كلماته و أسلوبه , و منزلا علي أمة العرب , و الغرض منه التكليف بأوامره و نواهيه , وجب اتصافه بالبيان , و تحقق فهمه لكل ناظر فيه بالعين و الجنان و لا يتأتى ذلك إلا بموافقة لغة من انزل عليهم , و من ثم كانت استعمالات معاني "سنة " توافق معانيها في اللغة العربية 0
و بناء عليه أطلق لفظ سنة في القران علي ما هو عليه في اصل اللغة من معني السيرة و الطريقة 0 يذكر المعجم الوجيز أنها السيرة و الطريقة , قال : سن فلان طريقا في الخير لقومه , فاستنوا به و سلكوه , و ذكر أنها المثال و الطريقة فيقال : بنو بيوتهم علي سنن واحد [5]
· السنة في القرآن : - جاءت كلمة " السنة " في القرآن الكريم صريحة في ستة عشر موضعا فقد جاءت مفردة في ثلاثة عشر موضعا , و جمعا في موضعين 0 كما جاءت مضافة إلى Q تعالي في تسعة مواضع , و مضافا إلى الرسل عليهم السلام في موضع واحد , و مضافا إلى الأولين في أربعة مواضع , و مضافا إلى " الذين من قبل " في موضع واحد و جاءت مجردة من الإضافة في موضع واحد 0
· والسنة و إن جاءت مضافة إلى غير اللهI في بعض النصوص إلا أنها من خلق الله و إرادته و قدرته سبحانه و تعالي فهي سنة Q فيهم [6]
النصوص القرآنية التي ورد فيها لفظ " سنة " : -
1 – قالI : (قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُواْ فِي الأرْضِ فَانْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذّبِينَ)
2 – قال I : (يُرِيدُ اللّهُ لِيُبَيّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)
3 – قال I : (لاَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنّةُ الأوّلِينَ) [9
4 – يخاطب رسوله r و يقول I: (سُنّةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِن رّسُلِنَا وَلاَ تَجِدُ لِسُنّتِنَا تَحْوِيلاً)
5 – قال I : (وَمَا مَنَعَ النّاسَ أَن يُؤْمِنُوَاْ إِذْ جَآءَهُمُ الْهُدَىَ وَيَسْتَغْفِرُواْ رَبّهُمْ إِلاّ أَن تَأْتِيَهُمْ سُنّةُ الأوّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلاً)
6 – و يرفع الحرج U عن نبيه r فيقول : (مّا كَانَ عَلَى النّبِيّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللّهُ لَهُ سُنّةَ اللّهِ فِي الّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللّهِ قَدَراً مّقْدُوراً)
7 – ويؤكد U فيقول : (سُنّةَ اللّهِ فِي الّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنّةِ اللّهِ تَبْدِيلاً) [13]
8 – و يعرض الله Y مؤكداً بقوله : (اسْتِكْبَاراً فِي الأرْضِ وَمَكْرَ السّيّىءِ وَلاَ يَحِيقُالْمَكْرُ السّيّىءُ إِلاّ بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلاّ سُنّةَ آلأوّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنّةِ اللّهِ تَبْدِيلاًوَلَن تَجِدَ لِسُنّةِ اللّهِ تَحْوِيلاً)
9 – و يقول I : (فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمّا رَأَوْاْ بَأْسَنَا سُنّةَ اللّهِ الّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ)
10 – و يؤكد I فيقول : (سُنّةَ اللّهِ الّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنّةِ اللّهِتَبْدِيلاً)
هذه هي النصوص القرآنية التي وردت بها لكلمة سنن , فما معني كلمة سنة الواردة في هذه الآيات و هل لهل اكثر من معني ؟
· التفاسير ومعنى السنة
بالرجوع إلى التفاسير تبين أن معني كلمة سنة التي وردت في القران الكريم لهل ثلاث معاني و هي : -
1 – الطريقة الحميدة كما وردت في سورة النساء الآية 26 قال Y : (يُرِيدُ اللّهُ لِيُبَيّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)
و تعني أن الله U يريد أن يبصركم ببيان ما تصلح به حياتكم 0 فالله هو الخالق و هو الذي يشرع ويقنن لمخلوقه و ما دام الله هو الذي خلق يقنن قانون الصيانة و صانع الآلة هو الذي يضع قانون الصيانة , و قانون الصيانة يتمثل في افعل و لا تفعل 0
والسنة هي الناموس الحاكم لحركة الحياة , Q يريد أن يبين لنا الطرائق المؤيدة بوقائع ثابتة [17]
و يقول ابن كثير أن الله يريد أن يبين لكم أيها المؤمنون ما احل وحرم عليكم " و يهديكم سنن الذين من قبلكم " و تعني طرائقهم الحميدة و اتباع شرائعه التي يحبها ويرضاها [18]
إذن فالمعني الأول لكلمة سنة هو : الطريقة التي يحبها Q و يرضاها
2 – المعني الثاني سنة الله في رسله , وهي كما وردت في سورة الأحزاب الآية 38قالI : (مّا كَانَ عَلَى النّبِيّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللّهُ لَهُ سُنّةَ اللّهِ فِي الّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللّهِ قَدَراً مّقْدُوراً)
فالذي فرض هو الله Y , لذا ما هناك من حرج فالرسول مأمور مثل بقية الرسل 0 في الذين خلوا أي قبل الإسلام فما سري عليك يا محمد هو ما جري علي من سبقك من الرسل [19]
و في موضع آخر في سورة الأحزاب قال I : (سُنّةَ اللّهِ فِي الّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنّةِ اللّهِ تَبْدِيلاً) [20] يقول I هل رأيتم رسول أرسلته و انتهي أمره بنصر أعدائه عليه ؟ بالطبع لا فتلك سنة الله في الرسل أن النصر في نهاية الأمر لابد و أن يكون لحق الله 0 تلك هي سنة اله في الرسل0
و السنة هي الطريقة الفطرية الطبيعية المتواترة التي لا تتخلف فالشيء الذي حدث مرة أو مرتين ليس بسنة فالرسول قد يتعرض لأذي أو لهزيمة لكن هذا ليس سنة Q في الرسل لان السنة ليس لها تبديل " ولن تجد لسنته تبديلا " و هذا يعني انه ليس له سبحانه شريك مماثل يبدل عليه فسنة الله في الرسل ثابتة لا تتبدل و لا تتغير , و المنهج الذي جاء به الرسول " الأوامر و النواهي " من عند الله لابد وان يكون لها قدسيتها و احترامها0 [21]
"سنة Q في الذين خلو من قبل " فهذه سنة الله في المنافقين و إذا لم يرجعوا عما هم فيه سلط Q عليهم أهل الإيمان ليقهروهم و سنة Q في ذلك لا تتبدل و لا تتغير , وهذا خطاب للرسول 0
و عليه فالمعني الثاني لسنة Q في رسله تعني أن الله ينصر رسله و ينصر الحق دائما فلم نعهد رسولاً انتهي أمره بنصر أعدائه عليه 0
المعني الثالث : - و يعني العادة المألوفة المتبعة في التعامل مع الأمم كما ورد في باقي النصوص : قال تعالى: (قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُواْ فِي الأرْضِ فَانْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذّبِينَ) [22] 0 يخاطب الله I المؤمنين الذين أصيبوا يوم أحد و قتل منهم سبعون فيقول I " (قد خلت من قبلكم سنن )" أي قد جري نحو هذا علي أمم كانت من قبلكم من اتباع الرسل و الأنبياء , ثم كانت العاقبة لهم و الدائرة علي الكافرين 0[23]
* فالسنة هي الطريقة المستقيمة و المثال المتبع و المراد من الآية سنن الهلاك و الاستئصال بدليل قوله تعالي " انظروا كيف "كان عاقبة المكذبين " ذلك انهم خالفوا الرسل للحرص علي الدنيا و طلبها لذاتها 0
· أما بالنسبة لقوله I " فسيروا في الأرض " ليس المراد هنا أمر و إنما المراد تعرف أحوالهم فان حصلت هذه المعرفة بغير المسير في الأرض كان المقصود حاصلا0 [24]
* يذكر الرازي في موضع آخر لتفسير قوله تعالي: (لاَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنّةُ الأوّلِينَ) [25] انه تهديد لكفار مكة , يقول قد مضت سنة الله بإهلاك من كذب من الرسل من قبل في القرون الماضية , و هناك قول آخر للزجاج بان الله يسلك الكفر و الضلال في قلوبهم 0[26]
* و في تفسير سورة فاطر : قال I : (اسْتِكْبَاراً فِي الأرْضِ وَمَكْرَ السّيّىءِ وَلاَ يَحِيقُ الْمَكْرُ السّيّىءُ إِلاّ بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلاّ سُنّةَ آلأوّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنّةِ اللّهِ تَبْدِيلاً وَلَن تَجِدَ لِسُنّةِ اللّهِ تَحْوِيلاً) [27] 0000 يقول الرازي فيه مسائل الأول : - الإهلاك ليس هو سنة الأولين إنما هو سنة الله بالأولين 0 و لذلك أضاف سبحانه وتعالي بعدها لنفسه قوله " فلن تجد لسنة الله تبديلا " لأنها سنة من سنن Q و إضافتها إلى الله تعظمها و تبين أنها أمر واقع ليس له من دافع ,
و الأمر الثاني أن المراد من سنة الأولين استمرارهم علي الإنكار, و الاستكبار ,و عدم الإقرار
و سنة الله استئصالهم بإصرارهم فكأنه قال انتم تريدون الإتيان بسنة الأولين و الله يأتي بسنة لا تبديل لها 0 [28]
و خلاصة القول إن معني السنة الواردة في القران الكريم هي ثلاث : ---
المعني الأول : الطريقة الحميدة
المعني الثاني : سنة Q لرسله فيما أباح للرسل
المعني الثالث : العادة المألوفة المتبعة في التعامل مع الأمم
و نلخص الأمر علي هذا النحو :
( سنن ) : هي الطرق التي يصرف الله بها كونه بما يحقق المصلحة من ذلك و هي مصلحة الكون , و مصلحة الكون تصب في خدمة الإنسان , فما هي مصلحة الإنسان ؟ هي أن يسود الحق في الإنسان المخير كما ساد الحق في الكون المسير 0 · فالكون كله يسير لخدمة الإنسان , ما دام يأخذ بالأسباب , و لم يحدث و إن سمعنا أن الأرض امتنعت عن الإنبات أو أم المطر امتنع عن
السقوط لان الإنسان كافر كان أو مؤمن , يعلم جيدا أن الكون مسير لا إرادة له , فلا إرادة للجماد أو الحيوان أو النبات فالكل مسخر لخدمة الإنسان , و هذا ليس باختيار الإنسان و لكن بتسخير من Q لتفعل 0 أم الإنسان له اختيار و الاختيار حكمه الله بمقادير و هو مسخر فيها حتى لا يظن انه انفلت بالسيادة فأصبحت له قدرة ذاتية فيحكمه بأشياء قهرية و يترك له أشياء تبقي له الاختيار 0[29]
و علي هذا فالسنة هي الطريقة أو المثال المتبع [30] , و يعرفها الشعراوي رحمه الله: بأنها الطريقة التي يتأتى عليها قضايا الكون , و في موضع آخر يعرفها بأنها الناموس الحاكم لحركة الحياة , و في موضع ثالث يعرفها بأنها هي الطريقة التي يصرف Q بها كونه [31]
و كذلك يعرفها الرازي بأنها الطريقة المستقيمة و المثال المتبع 0 [32]
· تعريف السنة الإلهية
· و بناء علي ما سبق يمكن وضع تعريف مختصر شامل مانع جامع للسنن تعتمد عليه هذه الدراسة وهو :----
( هي نواميس و قوانين الله الحتمية الثابتة , الشاملة , المطردة التي تسير و تحكم نظام الكون والإنسان )
يبين هذا التعريف الآتي :----
1. أن السنن طريقه وقوانين Q, فمصدرها المولىI , فهي وعد Q وعادته في الخلق , وتُحكم وفق إرادة الله .
أن السنن حتمية لأنها قدر مقدر من عند Q , فهو I قادر على تغيير هذه السنن بإرادته حين يشاء. كما أن هذه الحتمية لا تكبل حرية الإنسان , وتشل حركته, كما فهم فريق من المسلمين في فترة من فترات التخلف , و فسروا تخلفهم الحضاري بأنه قضاء و قدر , و كذلك فسروا القضاء و القدر تفسيراً خاطئاً. كما أن هذه الحتمية ليست من قبيل الحتمية الماركسية التي تجعل التاريخ كتلة غير واعية تتحرك بطريقة آلية , و ليس لإرادة الفرد أو الأمة دور فيها. فحتميتها من منطلق أنها قوانين الله قائمة بمشيئته و لا تتعارض مع المشيئة المطلقة, بل هي نتيجة الإرادة الإلهية .
2. وليست تجنِّيا على عقيدة الغيب وحرية الاختيار التي زود بها الإنسان، وإن كان الإنسان لا ينفك من بعض السنن الحتمية كالميلاد و الفناء .و لا يقصد بها الحتمية المادية التي تنسب كل شئ لفعل الطبيعة ومحايدته سبحانه في شئون الحياة
3. أن السنن ثابتة , لا يستطيع أحد تغييرها حتى قيام الساعة 0
4. أنها شاملة , يخضع لها الكون كله ,و أيضاً الإنسان .
5. أن السنن مطردة , لا يمكن تغيرها أو تحويلها , ومتجددة بتجدد أسبابها , ملازمة لما يُوجب حدوثها .
6. كما يؤكد هذا التعريف على خصائص السنن بأنها (ربانية , شاملة , ثابتة , مطردة )
7. أن السنن لا تخضع للصدفة , فلا مجال للصدفة, فهي طريقة , ناموس , قانون.
· أنواع السنن
· يميز الدكتور سيف عبد الفتاح بين نوعين من السنن و هما : -
1. السنن القاضية : - و هي تلك التي تجري علي كل الكائنات بما فيها الإنسان مثل الحياة و الموت و ما في حكمهما و أيضا الأوصاف الخلقية و الفطرية للإنسان , و الأمور التي لا طاقة للإنسان بها 0
2. السنن الاختيارية : - و تلك المرتبطة بمستوي إرادة الإنسان و تقع هذه السنن في مجال الاستطاعة و الإرادة و ما يمكن أن يناله الإنسان و يسخره في الحياة باستخدام قدراته التي منحه الله عز و جل إياها 0 [34]
و هناك من يقسم السنن إلى قسمين هما :
1. السنن الجارية : - و هي تلك القوانين التي تحكم الدنيا و نراها منتشرة في الكون و الحياة و في سلوك الإنسان , و هذه السنن الجارية تخضع جميع ظواهرها إليها قصرا من غير أن يكون لظاهرة منها شعور بالإرادة أو إحساس بالحرية 0 و تشمل الكون غير المكلف بما فيه من نظام حركة و منهج تشغيل , و يندرج تحت ذلك ما كان قدريا في الإنسان – و ليس مسئول عنه كالولادة و الموت و الحياة و الشكل و اللون , و كذلك كل ما في الغيب غير المرئي مما اختصت به القدرة و المشيئة الإلهية من الأمور التي لا طاقة للإنسان بها 0
و هناك نوع آخر من السنن الجارية و تلك هي التي تضبط سلوك الناس الصادر عنهم باختيارهم , ويشعر الإنسان معها بأنه قادر علي الإقدام و الإحجام و انه يستطيع الفعل كما يستطيع الترك و يترتب علي الإقدام نتائج تختلف عن تلك المترتبة علي الإحجام 0 ( أي أن هناك نتائج تشبه أن تكون محتومة تترتب علي كل من الفعل و الترك , و هذا النوع قد أراده Q و رتب عليه رقي البشر و تخلفهم في الاجتماع و الأخلاق و الإنسانيات علي وجه العموم و في هذا النوع من السنن يكون البشر مسئولا عن نتائج أعماله و تصرفاته و يدخل في نطاق السنن الاجتماعية و التاريخية و النفسية و الأخلاقية سواء علي مستوي الأفراد أو الجماعات و هو النوع المقصود من الدراسة [35]
2. السنن الخارقة : - و هي القوانين الجارية علي خلاف السنن المعروفة للبشر فلهU من طلاقة القدرة يحول الظاهرة عن القانون الذي يحكمها سواء كان ذلك في الطبيعة أو في الإحياء أم كان في الاجتماع و السلوكيات 0
· مثال ذلك في الطبيعة و قوانينها : - حادث انشقاق القمر و انفلاق البحر و حجب النار عن طبيعتها و هي الإحراق 0
· مثال في الحياة و قوانينها : - نجد في قصة سيدنا إبراهيم u دخوله النار و بأمر من ربه لم يحترق و لم يختنق من قلة الأكسجين و كذلك قصة سيدنا يونس عليه السلام عندما التقمه الحوت و عاش في بطنه تحت الماء 0
· و مثال آخر في الاجتماعيات و قوانينها :- موسى u ينتصر بأمر من ربه و تتحول العصا إلى ثعبان , و الحبيب المصطفي ينتصر بمعونة خمسة آلاف من الملائكة 0
· و يوضح د / مجدي محمد عاشور أن سنة Q ليست فقط هي ما عهده البشر و ما عرفوه , و ما يعرف البشر من سنة Q إلا طرفا يسيرا يكشفه Q لهم بمقدار ما يطيقون و بمقدار ما يتهيئون له بتجاربهم و مداركهم في الزمن الطويل – فالخوارق هي أيضا سنن Q و لكنها خوارق بالقياس قياسا إلى ما عهدوه و ما عرفوه 0
· أن السنن الخارقة كانت و لا تزال واقعة و معقولة المعني إذا نظرنا إليها علي أنها دليل قدرة Q المطلقة و اختياره فقدرته و مشيئته غير مقيدتين بالسنن التي قام بها الكون , فقد يأتي سبحانه بما يخالف هذه السنن [36]
كما يقرر في نهاية عرضه هذا أن السنن الجارية ( التي تشتمل علي السنن التي تخضع لها جميع الظواهر دون قصر أي الكون الغير مكلف و كذلك السنن التي تضبط سلوك الناس الصادر عنهم باختيارهم ) هما الأصل و الخارقة هي الاستثناء 0
فالله U لم يرد للبشر أن يعيشوا بسنن الله الخارقة تحكمهم و توجه مسارهم من غير إرادة منهم إذ أن في ذلك دلالة كافية علي إلغاء التكليف – كما سبق و أن وضحنا في الفصل الأول
هذا و يري الباحث أن السنن الخارقة لا يجب إدراجها مع السنن الإلهية لان السنن هي الطريقة الفطرية المتواترة التي لا تتخلف فالشيء الذي حدث مرة أو مرتين , هذا ليس سنة , كما سبق و أن ضربنا مثلا أن الرسول قد يتعرض لهزيمة أو لأذي و لكنها ليست سنة Q في الرسل لان السنة لها رتابة فسنة Q لا تتبدل و لا تتغير فهي ثابتة , فحادث انشقاق البحر ليس متكرر و إنما حدث مرة واحدة , لذا اعتبرت من الخوارق و المعجزات , والمعجزات هي الأمور الخارقة للعادة 0 و الخوارق تقوم في مضمونها علي تبدل حقيقي في سنة كونية ما , لحكمة يريدها Q U أو قد يكون ذلك غير حقيقي و نتوهم نحن البشر أن قد يحدث تبدل في السنة دون أن يكون لذلك حقيقة 0
و في هذا لا ينكر أو يثبت الباحث السنن الخارقة, و إنما يستثنيها من بحثه,و ذلك لتركيز بحثه فى نقاط بحثية محددة , و حتى لا يصبح البحث فضفاضاً , فيحيد و يبتعد عن أهداف البحث0
يجب علينا أن نتذكر أن خالق هذه السنن و مُقدرها هو Q سبحانه وتعالي, فهو الذي قدر أسبابها و هو الذي قدر نتائجها 00 و ما صفة الثبات في السنن و ارتباط نتائجها بأسبابها إلا بقدر من Q , و بالتالي ليس في استطاعة أحد أن يخرق سنة من السنن , أو يبدل فيها فهذا لم و لن يكون إلا بمشيئة Q وحده , و قد شاءت حكمته I أن يخرق بعض السنن في بعض الظروف الخاصة ليدلل بهذا علي طلاقة القدرة الإلهية من كل قيد و انه هو خالق هذه السنن و المسيطر عليها إن شاء خرقها, إن شاء بدلها أو عطلها 0[37]
[1] المعجم الوجيز , مجمع اللغة العربية , جمهورية مصر العربية ص 325 ,1999
[2] ابو القاسم الحسين محمد , المفردات في غريب القران , دار المعرفة , تحقيق وضبط محمد سيد كيلاني ص 245
[3] مجدي محمد محمد عاشور , السنن الإلهية في الأمم و الأفراد , دار السلام ص 29
[4] محمد السيسي , السنن الاجتماعية في القران الكريم
[5] المعجم الوجيز مرجع سابق ص 325
[6] السنن الكونية و الاجتماعية في القران الكريم ل00 توفيق بن احمد الفلبزوي , كلية أصول الدين 0 جامعة القرويين المغرب ص 5
[7] آل عمران آية 103
[8] النساء آية 26
[9] الحجر آية 13
[10] الإسراء آية 77
[11] الكهف آية 55
[12] الأحزاب آية 38
[13] الأحزاب آية 62
[14] فاطر آية 43
[15][color=#000000][right][b[/b]] | |
|