Elmgd Site for all
أهلاً و مرحباً بك معنا فى elmgd site المنتدى التربوى
Elmgd Site for all
أهلاً و مرحباً بك معنا فى elmgd site المنتدى التربوى
Elmgd Site for all
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

Elmgd Site for all

منتدى تربوى , تعليمى
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 أسباب غياب الوعي بالسنن

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد أبو المجد
Admin
محمد أبو المجد


عدد المساهمات : 67
نقاط : 208
تاريخ التسجيل : 24/03/2011
العمر : 54
الموقع : مصر

أسباب غياب الوعي بالسنن Empty
مُساهمةموضوع: أسباب غياب الوعي بالسنن   أسباب غياب الوعي بالسنن Icon_minitimeالإثنين أبريل 25, 2011 9:51 pm


محمد أبو المجد

أسباب غياب الوعي بالسنن




1. عدم دراسة التجارب البشرية التاريخية السابقة
2. عدم الاعتقاد بثبات السنن و اطرادها
3. الفكر الخاطئ بأن الأسباب التي توصل إلى النتائج تتعارض مع الإيمان
4. المنهج العلمي
5. عدم فهم عقيدة القضاء و القدر فهماً سليماً
6. الفهم الخاطئ لحقيقة التوكل
7. الفهم الخاطئ لمفهوم " للعبادة "
8. الظلم و القهر
Arrow Arrow Arrow Arrow

أ سباب غياب الوعي بالسنن


1 – عدم دراسة التجارب البشرية التاريخية السابقة :-

طلب العليم الخبير من المؤمنين أن يتبصروا بأحوال الأمم السابقة 0 ليعتبر المؤمنين و يحول اعتبارهم دون السقوط و انتقال علل الأمم السابقة إليهم , هذا من جانب , و من جانب آخر فان دراسة التجارب البشرية التاريخية السابقة , و سنن و قوانين النهوض تقود إلى السير للأمام 0 و لهذا يرجع البعض الانحسار الحضاري الذي نعاني منه اليوم إلى العدول عن الانضباط بالسنن

فالتوقف عن السير في الأرض و التبصر بالقوانين التي تحكم سنن الكون و الحياة أدى إلى تكرار أخطاءنا , و عجزنا عن مراجعة هذه الأخطاء و دراستها و معرفة أسباب القصور فاصبح موقفنا خارج التاريخ حيث أن التاريخ تفصيل لجزيئات ما عرفنا الله و رسوله به من الأسباب الكلية للخير و الشر 0


2 – عدم الاعتقاد بثبات السنن و اطرادها :


تسرب بعض علل الأمم السابقة التي حذرنا الله منها من خلال القصص القرآني , و التي كانت سبب انحسارهم الحضاري 0 فقد تسربت هذه العلل إلى المسلمين في عصور التخلف و البعد عن الدين 0 فكانت الأفكار الشائعة عند بعض الفرق الإسلامية متمثلاً في عدم الاعتقاد في ثبات السنن و اطرادها و تحولها و تبدلها لا0



3 – الفكر الخاطئ بأن الأسباب التي توصل إلى النتائج تتعارض مع الإيمان :

اعتقد البعض إن الأخذ بالأسباب يناقض التوكل و يتعارض مع قدر الله , فكان العدول عن كشف السنن , و توقف التقدم العلمي 0

مع أن الأسباب و السنن هي أقدار الله التي شرعها لعباده و أن الله الذي شرع الأسباب ليتعبد المخلوق بمدي اتباعها و انتهاجها مع التوكل عليه سبحانه , فالموحد عندما يري الأسباب تتحرك أمامه ينظر إلى قدرة الله 0

فاتباع الأسباب التي شرعها الله هو غاية التكليف و العبودية و أن سنن الله في الاستخلاف و التمكين من السنن الإلهية الثابتة التي لا يجري عليها القدم بمرور الزمن و لا يعتريها بفعل ظروف طارئة

study

4 – المنهج العلمي :

- الإسلام يعتمد المنهج الاستقرائي في كشف السنن و القوانين العلمية الثابتة و المطردة التي تحكم الحياة و الكون و الأنفس و الآفاق , و الدليل علي ثبات السنن و اطرادها يتحقق من الاستقراء و ليس من القياس 0 فقد كان جيل القرون الأولى يتعامل مع السنن بشكل تلقائي لأنهم عرفوا الوحي عن طريق معطيات القران الكريم و مضامينه في السنن التي تحكم الحياة و الكون و ما عرضه من قصص عن نهوض الأمم و الحضارات و سقوطها و ربط الأسباب بالمسببات و المقدمات بالنتائج 0

- و إن الدعوة للسير في الأرض التي حث عليها القران إنما هي في الحقيقة للاستدلال و التأكد من فاعلية السنن و عدم تخلفها ثم الاكتشاف لسنن أخرى بالاستقراء و الملاحظة
- و تذكر المستشرقة الألمانية " زي فريد هونكة " في كتابها ( شمس العرب تشرق علي الغرب ) : - ( إن حضارة الغرب قد وُلدت في صقلية و كان المشرفون عليها هم العرب , و انه بفضل التأثير العربي نتجت نظرية جديدة للعلوم الطبيعية أساسها التجربة و الخبرة )

· لكن الفكر الحضاري للإسلام توقف عند حدود العقل السابق , و العقل المسلم قد أضحى مكبل دائماً بأصل يقيس عليه أو بنص يحول بينه و بين الانفتاح في التفكير , فهو دائماً فرع لا أصل و هذا هو سبب عجزه الحضاري و انحساره المتمثل في اعتماده في النظر و التفكير علي المنهج الاستنباطي في قضايا الفقه التشريعي أي أن العقل إنما يتحرك في إطار سابق محكوم ببعض القيود و الضوابط التي جاء بها الوحي في الحلال و الحرام

· أما فيما وراء الحكم الفقهي التشريعي فالإسلام يعتمد المنهج الاستقرائي 0 فاكتشاف السنن و التوصل إلى الدليل الذي يبين الحق إنما يأتي من استقراء التاريخ و الواقع , و إن الإبداع الحضاري لم يأتي من فراغ , و إنما نتيجة النظر في سوابق قائمة 0 فالإصابة التي لحقت بالعقل اليوم و الفكر الإسلامي جاء نتيجة سوء التصرف في المنهجية و الخلط بينهم و عدم القدرة علي استخدام كل في مجاله 0

5 - عدم فهم عقيدة القضاء و القدر فهماً سليماً :

· و قد ترتب عليه النظر إلى التاريخ علي انه مجرد أحداث تتعاقب دون أن يكون للإنسان أية مساهمة في صنع أو توجيه أحداثه و لا يد للإنسان فيه 0 مما كان له اثر كبير في تحديد إرادة الإنسان و موقفه تجاه المشكلات التي تواجهه في الحياة 0 و يقول الإنسان لنفسه هذا قدري قد كتبه الله علي , و لا يسعه سوي الإذعان و مسايرة الظروف أو الاستسلام للواقع و لا نفكر حتى في اسبابها و يتحملها الجيل الذي يأتي بعدنا 0

· علي الرغم من أن الإنسان هو المنفذ الحقيقي لإرادة الله و قضائه و قدره في هذه الأرض , فالتاريخ هو صناعة بشرية بإرادة الله و علمه و قدره و الإنسان المستخلف في هذه الأرض مكلف بالحركة و النشاط وفق السنن الإلهية حتى ينسجم مع الكون الذي حوله و حتى يحقق وجوده كانسان مستحق للتكريم الإلهي و الاستخلاف الإنساني 0

· فالتاريخ هو عمل و كسب , و حركة و نشاط و هو سلسلة من الأسباب و الأحداث التي تُصنع بجهد البشر و أن صنع الأسباب يكون بالاختيار لا بالجبر, كما أن الإنسان حين يغفل عن سنن الله , فان السنن لا تغفل أن تأخذ طريقها دون شعور الإنسان 0

· إن الله سبحانه و تعالي لن يحاسبنا إلا علي الفعل الذي نقوم به باختيارنا – كما سيتم التوضيح في جدلية القدر و الحرية – فيقول جل و علا : (ذَلِكَ بِمَا قَدّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنّ اللّهَ لَيْسَ بِظَلاّمٍ لّلْعَبِيدِ) و قوله تعالي " بما كنتم تعملون " و قوله جل شانه " بما كنتم تكسبون " و ينبغي الإشارة هنا إلى أن عقيدة الجبر بالرغم من كونها اكثر شراً و فساداً من عقيدة نفي القدر , فقد ظلت سارية و ظاهرة في المسلمين و بدون إرادة منهم و لا رغبة فيها , و كم رٌسخ هذا المعتقد الخاطئ الفاسد في نفوس المسلمين , و أقعدهم عن العمل الجاد النافع فضعفوا , و هنوا , و أصيبوا بكل قاصمة , حتى اصبحوا المثل في العجز و الكسل و التخلف في ميادين العمل و الإنتاج فأصبحوا يرون أحياءهم أمواتاً يبررون قعودهم عن كل خير يسعد به غيرهم 0
و يبررونه بقول شاعر هم : -
جري قلم القضاء بما يكون نسيان الترحل و السكون
جنون بك أن تسعي لرزقك و يرزق في غيابته الجنين

- فهو مذهب معطل قاتل يقود أهله إلى خسران الدنيا و الآخرة , و مخالف لسنن المولي عز و جل الذي طلب منا إعمار الأرض و خلق الإنسان للقيام بمهمة الخلافة و إعمار الأرض 0 فماذا لو اخذ الناس كلهم بهذا المذهب ؟ ماذا كان يحدث للحياة ؟ من المؤكد أنها كانت تنتهي و تفني 0 Arrow


6 – الفهم الخاطئ لحقيقة التوكل : -

· التوكل هو الاستسلام لله تعالي , و تفويض الأمر إليه اعتماداً و وثوقاً به , و أمر الله تعالي به في غير آية من كتابه , و جعله آية الإيمان و علامته فقال تعالي في سورة النساء : (وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُواْ مِنْ عِندِكَ بَيّتَ طَآئِفَةٌ مّنْهُمْ غَيْرَ الّذِي تَقُولُ وَاللّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكّلْ عَلَى اللّهِ وَكَفَىَ بِاللّهِ وَكِيلاً)

· و في سورة المائدة قال تعالى: (قَالَ رَجُلاَنِ مِنَ الّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُواْ عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكّلُوَاْ إِن كُنتُم مّؤْمِنِينَ)

· و خص سبحانه و تعالي التوكل به وحده فقال في سورة إبراهيم : (وَمَا لَنَآ أَلاّ نَتَوَكّلَ عَلَى اللّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنّ عَلَىَ مَآ آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكّلِ الْمُتَوَكّلُونَ)

· و وعد سبحانه و تعالي بالكفاية عليه في قوله في سورة الطلاق قال تعالى: (وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكّلْ عَلَى اللّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنّ اللّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللّهُ لِكُلّ شَيْءٍ قَدْراً) ولما كان لا كافي إلا الله , و لا قادر علي شيء سواه , و لا عالم بكل شيء غيره , كان التوكل علي غير الله باطلا و شركا و كان المتوكل علي غير الله سكوناً و وثوقاً و اعتماداً مشركا 0

· وكما سبق و أوضح الباحث أن هناك طائفة من الناس توهمت بان الاعتقاد بان الأسباب توصل إلى النتائج يتعارض مع الإيمان بقدرة الله , الذي شرع و قدر أن تكون الأسباب موصلة للنتائج 0 و كذلك الاعتقاد بتحريم النظر إلى علل الأشياء و أسبابها يناقض التوكل و يتعارض مع قدر الله فكان العدول عن كشف السنن , مع أننا نجد في حديث الرسول صلي الله عليه و سلم ما يدعونا إلى الأخذ بالأسباب " اعقلها و توكل "0

· و كذلك يذكر ابن القيم الجوزي - رحمه الله- ( إن في الأحاديث الصحيحة الأمر بالتداوي لا ينافي التوكل , كما لا ينافيه دفع داء الجوع و العطش و الحر والبرد بأضدادها , بل لا تتم حقيقة التوحيد إلا بمباشرة الأسباب التي نصبها الله مقتضيات

لمسبباتها قدراً و شرعاً , و إن تعطيلها يقدح في نفس التوكل , كما يقدح في الأمر و الحكمة , و يضعفه من حيث يظن معطلها أن تركها اقوي في التوكل , فان تركها عجزاً ينافي التوكل الذي حقيقته اعتماد القلب علي الله في حصول ما ينفع العبد في دينه و دنياه و دفع ما يضره في دينه و دنياه و لا يمنع هذا الاعتماد من مباشرة الأسباب و إلا كان معطلا للحكمة و الشرع فلا يجعل العبد عجزه توكلا , و لا توكله عجزاً 0 ً

· و يذكر بن تيميه رحمه الله إن القول بالتعارض بين التوكل و الأخذ بالأسباب ( من قلة العلم بسنة الله في خلقه و أمره , فإن الله سبحانه و تعالي خلق المخلوقات بأسباب , و شرع للعباد أسباباً ينالون بها مغفرته و رحمته و ثوابه في الدنيا و الآخرة , فمن ظن انه بمجرد توكله مع تركه ما أمره الله به من أسباب يحصل مطلوبه , و أن المطالب لا تتوقف علي الأسباب التي جعلها الله أسباباً لها , فهو غالط )

· و الرسول صلي الله عليه و سلم يضرب لنا اكبر و اعظم المثل في التوكل علي الله و الأخذ بالأسباب في رحلة الهجرة و الإعداد لها , و في حروبه و غزواته و في حياته بتعاطي أسباب الأكل و الشرب , و ادخر لأهله قوتهم و لم ينتظر أن ينزل عليه من السماء 0

· و يتعجب فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله من بعض الناس الذين يفسرون التوكل علي الله بأنه دعوة إلى عدم العمل و الجهاد , بينما هو في الحقيقة دعوة للجهاد و العمل والتأكد من أن النتيجة طيبة , و لان يبارك الله هذا العمل و هذا الجهاد الصادر من قلب المؤمن , و لكن بعض الناس يريدون أن يضعوا في الدين ما ليس فيه , و إذا كانت المسألة هي أن نترك كل شيء لله , و لا نعمل – فلست ادري – لماذا يتخلي هؤلاء الناس عن مبادئهم في ابسط الأشياء و هو الطعام و الشراب , فإذا عطش فهو يقوم ليشرب و إذا جاء الطعام , فهو يأكل و يبذل جهداً في تناول الطعام و مضغه 0 فلماذا لا يترك كل هذا لقدر الله , إذا كان المطلوب هو عدم العمل و لماذا يأتي إلى هذه النقطة بالذات و يضيف عملاً إلى ما أعطاه الله 0

· و ديننا الإسلامي وضع أمامنا كل أسباب الرقي و التقدم , و طلب منا العمل في الدنيا حتى تتحقق لنا ثمرة هذا العمل فإذا كنا قد تركنا أسباب التقدم التي هي موجودة في الإسلام فليس هذا عيب الإسلام و إنما العيب في تطبيق مبادئ الإسلام و لهذا ضرب الله عدة أمثال في القرآن لكي نتبع سنن الله التي وضعها في الأرض بالنسبة للحياة الدنيا , فيأخذ كل إنسان نصيبه منها , و كذلك أيضاً من يتبع سنن الله بالنسبة للحياة الآخرة بأخذ نصيبه منها 0

· و مع ذلك لا يجب علينا الاعتماد علي الأسباب و عدم النظر إلى المسبب فنكون ممن لم ننفذ قوي بصائرهم من المتحرك إلى المحرك و من الآلة إلى الفاعل فضعفت عزائمهم و قصرت هممهم فقل نصيبهم و لم يجدوا ذوق التعبد بالتوكل و الاستعانة 0

· و يقول فيهم ابن القيم الجوزي- رحمه الله - ( هؤلاء لهم نصيب من التوفيق و النفوذ و التأثير بحسب استعانتهم و توكلهم و لهم من الخذلان و الضعف و المهانة و العجز بحسب قلة استعانتهم و توكلهم و لو توكل العبد علي الله حق توكله في إزالة جبل عن مكانه و كان مأموراً بإزالته لأزاله ) و لا نكون مثل الماديين الذين يركنون إلى الأسباب و يتركون رب الأسباب و مسبب الأسباب و كأنها تعمل وحدها دون إرادة الله 0


affraid
7- الفهم الخاطئ لمفهوم " للعبادة " :-

العبادة تشمل جميع جوانب الحياة فيقول سبحانه : (قُلْ إِنّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للّهِ رَبّ الْعَالَمِينَ* لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوّلُ الْمُسْلِمِينَ)

فمن عرف الله كانت أعماله كلها و عبادته موافقة لأمر الله و لم يحبه و يرضاه , و هذا هو العمل الذي لا يقبل الله من عمل سواه 0

و الناس بشأن العبادة منقسمون إلى أربع أقسام هي : ----

1. أهل الإخلاص للمعبود و المتابعة فأعمالهم كلها لله و أقوالهم كلها لله , و عطاؤهم لله , و منعهم لله , و حبهم لله , فمعاملتهم ظاهراً أو باطنا لوجه الله تعالي 0

2. من لا إخلاص و لا متابعة , فليس عمله موافقاً لشرع أو خالصاً للمعبود كأعمال المرائين للناس بما لم يشرعه الله و رسوله و هؤلاء هم شرار الخلق , و امقتهم إلى الله عز و جل 0

3. من هو مخلص في أعماله لكنها علي غير متابعة الأمر كجهال العباد و المنتسبين إلى طريق الزهد و الفقر , و كل من عبد الله بغير أمره , و اعتقد أن عبادته هذه تقرباً إلى الله مثل صوم الليل و النهار تقرب , و من يصوم يوم فطر الناس تقرب , و من يلجأ إلى الخلوة و يترك الجماعة 0

4. من هو من أعماله متابعة الأمر لكنها لغير الله كطاعة المرائيين و كالرجل الذي يقاتل رياء و شجاعة و الذي ينفق ليقال جواد , فلا تقبل 0

· علة الخلق هي العبادة فيقول سبحانه و تعالي " و ما خلقت الإنس و الجن إلا ليعبدون " و الله يفعل ما يشاء فيما يشاء بما يشاء , و لكن العلة تعود علي غير الله لها تعليل , فعلة العبادة ليست له سبحانه لكن في مصلحة الخلق جميعاً , لأنها تنقلنا إلى الدار الآخرة – الباقية – فالخلق جميعاً لا تزد الجلال الإلهي صفة و لا فائدة 00 فالعبادة هي طاعة لله في أمره افعل , و في نهيه لا تفعل 0

الرجل الذي دخل الجنة لأنه سقي كلب , و المرأة التي دخلت النار لأنها عذبت هرة 00 ما الفائدة التي عادت علي الله عز و جل ؟ و بالتالي فعلة العبادة مصلحة الخلق جميعاً و عندما ينهي الخالق سبحانه و تعالي عن الفحشاء و المنكر , إنما لمصلحة الخلق و ليست الخالق , و عندما يأمر بالعدل فلمصلحة الخلق أيضا 0

و لذلك يقول عز و جل في حديثه القدسي : (( يا عبادي لو أن أولكم وآخركم و إنسكم و جنكم كانوا علي قلب اتقي رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئاً , يا عبادي لو أن أولكم و آخركم و إنسكم و جنكم كانوا علي افجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئا , يا عبادي لو أن أولكم وآخركم قاموا في صعيدٍ واحدٍ فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط اُدخل البحر , يا عبادي إنما هي أعمالكم أٌحصيها لكم ثم أٌوفيكم إياها , فمن وجد خيراً فليحمد الله و من وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه ))

فالعبادة لا تقتصر علي الصلاة و الصوم و الزكاة و الحج فقط و من يقول غير ذلك إنما لا يريدون أن يرتبطوا بمنهج السماء . بل , يريدون أن يعزلوا منهج السماء عن الأرض , كما يريدون عزله عن سياسة البشر لأنهم يريدون أن يخضع البشر لسلطتهم لأن منهج السماء يقيد أمر الحاكم و المحكوم 0

يظن البعض أن للعبادة مكان معين ووقت محدد فقط , و أنه إذا أدي الإنسان ذلك انتهي كل ما عليه , فحركة الحياة ليست صلاة فحسب أو صوم فحسب و إنما هي كل حركة مفيدة في الحياة 0

· و يذكر السيد قطب في تفسير آية " و ما خلقت الإنس و الجن إلا ليعبدون " أن مدلول العبادة لا بد وأن يكون أوسع و أشمل من مجرد إقامة الشعائر , فالجن و الإنس لا يقضون حياتهم في إقامة الشعائر , و الله لا يكلفهم هذا , بل يكلفهم ألوان أخرى من النشاط تستغرق معظم حياتهم و قد لا نعرف ألوان النشاط التي يكلف بها الجن , و لكننا نعرف بالتأكيد حدود النشاط المطلوب من الإنسان في القرآن الكريم من قوله تعالي " و إذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة " إذن فهي الخلافة في الأرض عمل هذا الكائن الإنساني و هي تقتضي ألوانا ًمن النشاط الإنساني الحيوي في عمارة الأرض و التعرف إلى قواها و طاقتها و اكتشاف سننها و مكنوناتها و تحقيق إرادة الله في استخدامها و ترقي الحياة فيها , و تلك الخلافة تقتضي القيام علي شريعة الله في الأرض لتحقيق المنهج الإلهي الذي يتناسق مع الناموس الكوني العام فحقيقة العبادة تتمثل في أمرين رئيسيين : -

أولهما : استقرار معني العبودية لله : استقرار الشعور أن هناك عبد و هناك رب واحد و الكل له عبيد0

و ثانيهما : التوجه إلي الله بكل حركة في الضمير و الجوارح و كل حركة في الحياة التوجه بها إلي الله خالصة 0


· و بذلك يصبح العمل كالشعائر , و الشعائر كعمارة الأرض , و عمارة الأرض كالجهاد في سبيل الله , و الجهاد في سبيل الله كالصبر علي الشدائد و الرضي بقدر الله 0 و من ثم يتغير موقف الإنسان تجاه الواجبات و الأعمال فينظر إلى معني العبادة الكامن فيها , و متي حقق هذا المعني انتهت مهمته و تحققت غايته 0 و متي نفض الإنسان قلبه من نتائج العمل و الجهد و شعر أنه أخذ نصيبه , و ضمن جزائه بمجرد تحقق معني العبادة في الباعث علي العمل و الجهد , فلن تبقي في قلبه أطماع تدعو إلي التكالب و الخصام , فهو من جانب يبذل أقصى ما يمكن من الجهد و الطاقة في الخلافة و النهوض بالتكاليف و من جانب آخر ينفض يده و قلبه من التعلق بأعراض هذه الأرض , و ثمرات هذا النشاط , لأنه حقق هذه الثمار ليحقق معني العبادة فيها , لا ليحصل عليها و يحتجزها لذاته 0

· و القرآن يغذي هذا الإحساس و يقويه , بتحرير مشاعر الإنسان من الانشغال بهم الرزق و من شح النفس , لأن الرزق مكفول , تكفل به الله , و بالتال لا يكون حافز المؤمن من بذل الجهد و العمل – الحرص علي تحصيل الرزق – بل يكون الحافز هو تحقيق العبادة و لكن مع الأسف البشرية لا تعيش هذه المشاعر كما عاشها الجيل الأول بتلقائية 0 في جميع جوانب حياتهم بحيث توافقت مع سنن الله التي سنها لعباده الصالحين 0


Sad

8 - الظلم و القهر : -

· صناعة التاريخ تقتضي وجود صانع فعال , و محرك رئيسي للأحداث , فالإنسان هو العنصر و المقوم الحضاري الأول الذي اهتمت به جميع الرسالات السماوية , و الفلسفات المادية قديماً و حديثاً فهو الباني للحضارات و هو أيضاً المسبب لجميع المشكلات التي تواجه المجتمعات 0 و عناصر الملحمة الإنسانية منذ فجر التاريخ ٍِإلي نهاية الزمن هي حلقات لسلسلة واحدة تؤلف عناصرها الملحمة البشرية منذ أن هبط آدم عليه السلام علي الأرض إلى آخر وريث له فيها 0

· و قد تميزت النظرة الإسلامية عن غيرها من المذاهب الأخرى حيث رأت في الإنسان كائناً مستحقاً للتكريم الإلهي منذ الخلق الأول التي تعطي الإنسان الاستعداد الضروري لأداء الدور المكلف به و هو عبادة الله سبحانه وتعالي و عمارة الأرض باستخلافه فيها , و في سبيل ذلك زوده المولي عز و جل بالعقل و الإرادة و سخر له الكون , و مهدت له الأرض ووضعت أمامه السنن كي يؤدي وظيفته 0

· و حينما يتعرض الإنسان للظلم ,و القهر , و فقدان قيمته كإنسان , فلن يكون لديه الاستعدادات لأداء دوره المكلف به في عمارة الأرض و القيام بأعباء الخلافة و لن يكون لديه الإرادة لتسخير ما في الكون , و لا الإرادة لاكتشاف سنن المولي سبحانه و تعالي المبثوثة بالكون 0

· إن شعور المسلم بالعدل و الحرية في العصور الأولي للإسلام كان يمنحه نوعاً من العزة و الثقة بالنفس , و كان يعطيه دافعاً معنوياً قوياً نحو العمل و قد كان قولهم ( جئنا لنخرج العباد من عبادة العباد لعبادة رب العباد ) رصيداً حضارياً يجوبون به الآفاق و يحررون به البشر 0

· فالعدل و الحرية هما وقود ضروري للمجتمعات المتحضرة و حين يفقدا يحل محلهما القهر و الظلم و تتراجع النفوس عن أداء دورها 0 فالقهر الاجتماعي يقيد حركة الإنسان و يعطل نشاطه , و بخاصة حين يحمل فكرة تغيرية في المجتمع فكيف لذلك الإنسان القيام بمهامه؟ و كيف نطلب منه اكتشاف السنن و تسخيرها بالكون ؟ و يقول بن تيميه رحمه الله, أن الله تعالي يقيم دولة العدل و لو كانت كافرة و لا يقيم دولة الظلم و لو كانت مسلمة 0

· و يقول الرسول صلي الله عليه و سلم : " كيف يقدس الله أمة لا يؤخذ لضعيفها من قويه " فالأمة التي ينتشر فيها الظلم هي أمة متخلفة تأتي في أذيال الأمم حيث قال المستورد القرشي عند عمرو بن العاص سمعت رسول الله صلي الله عليه و سلم يقول " تقوم الساعة و الروم اكثر الناس , فقال له عمر أبصر ما تقول 0 قال : أقول ما سمعت من رسول الله صلي الله عليه و سلم قال لئن قلت ذلك أن فيهم لخصالاً أربع إنهم لأحلم الناس عند الفتنة , و أسرعهم إفاقة بعد مصيبة و أوشكهم كرة بعد فرة و خيرهم لمسكين و يتيم و ضعيف و خاصة حسنة جميلة و امنعهم من ظلم الملوك 0"
farao
محمد أبو المجد

farao
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://elmgd-site.yoo7.com
 
أسباب غياب الوعي بالسنن
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» دور القراَن في بناء الوعي بالسنن الالهية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
Elmgd Site for all :: فكر و رأى :: السنن الالهية-
انتقل الى: